الربيع العربي والشتاء الاقتصادي قلق لمستثمري الشرق الاوسط



 سيظل المستثمرون في الشرق الاوسط الذين تضرروا من الاضطراب السياسي في المنطقة ثم أزمة الديون الاوروبية في حالة قلق خلال الاشهر المقبلة مع بحثهم عن فرص نادرة تحيط بها مخاطر عديدة.

فمنذ أن بدأت انتفاضات الربيع العربي تجتاح المنطقة من تونس في شمال افريقيا الى البحرين في منطقة الخليج بدأ المستثمرون في النزوح.


وحدث استقرار بعد موجة بيع كبيرة للاسهم حين أدرك المستثمرون أن السعودية اللاعب الاقليمي الكبير اشترت الاستقرار بمجموعة من الاجراءات التي تهدف لاسترضاء الشعب.


لكن أزمة الديون السيادية في أوروبا -التي سيطول أمدها فيما يبدو- وتدهور التوقعات الاقتصادية العالمية حلا محل الانتفاضة المسلحة كأكبر المخاوف في أذهان المستثمرين.


وعلى هذه الخلفية يقدم المتحدثون في قمة رويترز للاستثمار في الشرق الاوسط التي تبدأ يوم الاثنين وتستمر أربعة أيام قياسهم للمعنويات في هذه الفترة الحرجة.



وقال دانييل بروبي مدير الاستثمار في سيلك انفست "لو كانت المنطقة في معزل لكان المستثمرون الآن مشترين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. لو أنك توليت الميزانية العمومية لجهة سيادية لكنت اشتريت. وفي العملات .. نظرا لان معظم دول مجلس التعاون الخليجي مرتبطة بالدولار كنت ستشتري.


"لكن الاسواق العالمية تتجاهل ذلك .. الناس تنظر الى العدوى المالية من أوروبا ولن يأخذوا ذلك القرار."


والدليل على أن المستثمرين أصبحوا ينظرون الى ما بعد الربيع العربي هو الارتباط بالاسهم العالمية.


وقال عبد القادر حسين الرئيس التنفيذي لمشرق كابيتال "الناس يفهمون أن الربيع العربي هو شيء سيلازمنا لفترة بينما أزمة منطقة اليورو لا تزال تترنح من مرحلة الى أخرى."


وأضاف "المناخ غير موات للمخاطرة. نتطلع لتخصيص أصول للنقد وللدخل الثابت بدلا من زيادة الوزن النسبي للاسهم."


وتراجعت معظم أسواق الاسهم في المنطقة بين ثمانية و20 بالمئة بموازاة الاسهم الاوروبية التي تراجعت 14 بالمئة ومؤشر ام.اس.سي.اي للاسواق الناشئة الجديدة الذي هبط 20 بالمئة.


ويساور المستثمرين القلق بشأن تعرض المؤسسات المالية الخليجية لديون أوروبا وبشأن أي صعوبة في توفير السيولة.


وكانت مصر صاحبة الأداء الاسوأ اذ تراجعت الاسهم 40 بالمئة بعد أن ظلت الاسواق مغلقة لمدة سبعة أسابيع وسط احتجاجات أدت للاطاحة بالرئيس حسني مبارك.


وكانت قطر الغنية بالغاز وأغنى بلد في العام من حيث نصيب الفرد هي الأفضل أداء في المنطقة اذ تراجعت الاسهم ثلاثة بالمئة فقط.


وفي ظل هيمنة عوامل الاقتصاد الكلي يحدث تحول في الطريقة التي ينظر بها أصحاب المحافظ الى المنطقة.


وقالت فلورنس ايد الرئيسة التنفيذية لشركة ارابيا مونيتور للبحوث "خلافا لما كان في الماضي حين اعتاد المرء النظر الى القطاعات .. ينظر الآن الى العوامل الجغرافية في الاجل القصير.


"بسبب العوامل العالمية والتغير السياسي الاقليمي يحتاج المرء للتفكير في أي البلدان أكثر استقرارا."


والسوقان الرئيسيان في المنطقة مصر والسعودية مهمان في هذا الصدد.


وأي اشارة الى أن النخبة القديمة -التي ساءت سمعتها والتي اغتنت خلال حكم مبارك الذي استمر ثلاثة عقود- قد تعود لتهيمن على البرلمان قد تفجر مجددا احتجاجات حاشدة. وأي أداء قوي للاسلاميين في الانتخابات قد يقلق المستثمرين الغربيين.


وقالت ايد انها تتوقع "تأثيرا سلبيا بفعل عناوين الاخبار" لكنها لا تتوقع العدول عن الاصلاحات الاقتصادية اذا حقق الاسلاميون نتائج قوية في الانتخابات.


وتتعطش مصر لعودة المستثمرين الاجانب لان الحكومة تدفع فائدة مرتفعة جدا للاقتراض من البنوك المحلية لتمويل الميزانية التي تضخمت بسبب الانتفاضة الشعبية.


وقال سعيد هيرش "لا يزال الجيش يأخذ القرارات المهمة."


وذكرت شركة جيوبوليسيتي لاستشارات المخاطر السياسية في تقرير نشر في الاونة الاخيرة أن الدول الاشد تضررا بالربيع العربي تكلفت ما قيمته 56 مليار دولار في الناتج المحلي الاجمالي والماليات العامة وأن سوريا هي الاشد تضررا.


لكن ارتفاع سعر النفط كان داعما اذ نما الناتج المحلي الاجمالي للمنتجين الرئيسيين مثل الامارات العربية المتحدة والسعودية والكويت. وارتفع النفط من نحو 90 دولارا لخام برنت في بداية العام الى نحو 130 دولارا في ابريل نيسان ثم تراجع الى نحو 109 دولارات في الوقت الراهن.


وقال بنك أوف أمريكا ميريل لينش في مذكرة انه يعتقد أن المنطقة في وضع أفضل لتحمل تباطؤ عالمي مقارنة بما كانت عليه في 2008 .


وقال "التقدم في خفض ديون الشركات وقوة الانظمة المصرفية ... والقائمة الطويلة من مشروعات البنية التحتية والثروة السيادية كلها عوامل ستخفف أثر التباطؤ العالمي على الارجح."


واصدارات الدين من الدول القوية عند مستوى جيد أيضا.


يقول حبيب أشقر العضو المنتدب لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مورجان ستانلي "سندات الشرق الاوسط وشمال افريقيا سواء من الجهات السيادية أو الشركات تعتبر أكثر جاذبية بكثير من الاسهم. اصدارات قطر وأبوظبي تلقى اكتتابا جيدا جدا."


والاسهم رخيصة في الوقت الراهن لذلك فان أي تحسن في وضع الاقتصاد الكلي قد يتيح فرصا.


وقال بروبي "متوسط مضاعف الربحية لاسهم الامارات في صندوقنا أقل من عشرة أضعاف والكويت هي الاعلى سعرا اذا يتراوح المتوسط بين 11 و13 ضعفا .. هذه ليست أسعار عالية الا اذا حدث انهيار في الربحية ونحن لا نتوقع ذلك."


وأضاف "خلافا لمناطق أخرى من العالم لا يجري خفض قيمة الأصول لكن يتم التخلص من كل شيء بجيده ورديئه
.










 




المصدر:وكالة رويترز للأنباء

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Follow Me RSS Feed Facebook